نداء لوحدة الحراك




إلى كل ناشط، مجموعة ومنظمة غير حكومية معنية في تحرك الشعب اللبناني، المعروف باسم الحراك.
ولد الحراك في ٢٢ آب عندما نزل آلاف اللبنانيين إلى الشارع لفضح النظام السياسي الفاسد والمطالبة بحل بيئي لأزمة النفايات.
وبالرغم عن التباين بوجهات النظر والأوليات ووسائل تحقيق مطالبنا، الا أن الحركة بقيت موحدة وازدادت قوة.
وصلت الحركة إلى ذروتها في ٢٩ آب عندما اجتمع عشرات الآلاف في ساحة الشهداء.
ثم تناثرت كل الجهود، ظهرت الانقسامات وتعمقت، وضعف الدعم الشعبي - وإن بقي قوياً بالمبدأ - لجهة المشاركة الفعلية في مختلف التحركات بقيادة مختلف المجموعات.
أنا شخصياً عبرت عن نقدي عدة مرات لجهة بعض الأنشطة التي اعتبرتها عشوائية ومضرة للقضية، حتى أنني شككت بنوايا عدد من الناشطين والمجموعات خاصة عندما بدأت المطالب تنحرف عن المسألة النفايات ذات الخطورة المتزايدة.
كما أدرك أنني لم أحظ بإعجاب بعض الناشطين والمجموعات موضوع نقدي.
إلى ذلك، ظهر أن أولويات بعض المجموعات مختلفة وشهدنا مزايداتهم للاستحواذ على تركيز الإعلام.
يجب أن يأتي كل ذلك إلى ختامه. يجب أن نضع كل ذلك خلفنا. وأن نضع كل الاختلافات جانباً لنتوحد جميعاً. فوراً
ليس هذا بنداء عاطفي وإنما هو نداء عملي. إن لم تتوحد لا نتمتع بأدنى فرصة للنجاح. ولبنان بحاجة إلى نجاحنا، لا خيار آخر أمامنا، الفشل غير مطروح.
لماذا؟
نواجه اليوم واقعان لا جدل فيهما:
١- أثبت الطاقم السياسي الحالي عجزه التام عند إدارة البلاد وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني.
٢- وصلت أزمة النفايات إلى مرحلة فائقة الخطورة. إن رفع النفايات فوراً مسألة حياة وموت. أي شيء آخر هو دعوة للانتحار الجماعي والدمار البطيء للبنان.
بالطبع لا يمكننا أن نعجب ببعضنا البعض فجأة ونتفق على كل شيء. ليس هذا المطلوب منا أصلاً.
سيتعين علينا الاجتماع في ندوة تضم كافة الناشطين والمنظمات غير الحكومية على حد سواء لنعالج كافة المواضيع بالعمق والاتفاق على خارطة طريق واضحة.
وأعني خارطة طريق تنطلق بحل بيئي على الأمد الطويل لأزمة النفايات وتنتهي بدورة الانتخابات النيابية المقبلة.
ستطلق هذه الانتخابات عملية استبدال الطاقم السياسي الحالي بشخصيات وموظفين قطاع عام أقل فساداً وأكثر كفاءة.
يتمتع الناشطون والمجموعات من ضمن الحراك بخبرات متنوعة، لدى البعض باع طويل بتنظيم التظاهرات، وقد بنى آخرون علاقات طيبة مع الاعلام، وآخرون محترفون في مجال الاتصالات في حين يتحلى البعض بدراية حول كيفية حشد المواطنين، إلخ
يجب الاستفادة من كل ذلك عبر توزيع المهام والمسؤوليات على أساس الخبرات لتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها على أكمل وجه.
بالطبع يتطلب تنظيم هذه الندوة بعض الوقت لنتمكن من الاجتماع والتوصل إلى خارطة طريق نحترمها جميعاً.
إلا أن موضوع رفع النفايات لا يحتمل التأجيل.
في حين نشرع بتنظيم هذه الندوة علينا أن نظهر وحدتنا وإصرارنا في طلبنا بإزالة النفايات فوراً قبل أن تتفاقم الأزمة.
وبالتالي أتقدم بالاقتراح التالي:
١- على كافة الناشطين والمنظمات غير الحكومية الانضمام إلى المسيرة البيضاء (وإن رمزياً) التي تنظمها طلعت ريحتكم الخميس ٢٩ تشرين الأول.
٢- الدعوة لتجمع صامت موسع يوم الأحد ١ تشرين الثاني في ساحة الشهداء.
لماذا الصمت؟ لأن وقت الكلام والصراخ والشجار قد انتهى. حان وقت الفعل. وكما يقال إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
علينا العمل لحصد مشاركة شعبية كبيرة في هذا التجمع. لذلك علينا أن نطمئن الناس أن التجمع سيكون سلمياً، غير سياسي ومنظم جداً بحيث لا تساهل مع أي شخص يريد إثارة الشغب.
وبالتالي على التحرك أن يقتصر على ساحة الشهداء وعلينا تفادي أي تحركات كبيرة باتجاه السراي الكبير أو البرلمان وأي مواجهة مع القوى الأمنية.
علينا أن ندعو كافة المواطنين للمشاركة من الأنصار ومن غير الأنصار على حد سواء حاملين الأعلام اللبنانية دون سواها ومطلب واحد: رفع النفايات فوراً.
السؤال اليوم ليس حول الخطة الأفضل وإنما ماذا نختار أن تمتلئ شوارعنا وغاباتنا بالنفايات مع ازدياد المطر أو عكس ذلك؟
الإجابة واضحة وجلية. من يجرؤ القول إنه يفضل بقاء النفايات في كل مكان إلى حين التوصل إلى الحل الأمثل؟ ما من شخص بكامل قواه العقلية يقوم بهذا الاختيار.
ليكون هذا التجمع أكثر من مجرد تعبير عن الغضب والإحباط وليؤدي إلى نتائج ملموسة علينا أن نوضح أنها الفرصة الاخيرة امام الحكومة والأحزاب السياسية ليرتقوا إلى مسؤولياتهم ويرفعوا النفايات قبل أن ننتقل إلى إضراب عام مفتوح منظم.
سأشرع بالقيام بالاتصالات الضرورية مع كل الأطراف ذات الصلة للدعوة إلى "ندوة الحراك" للتجمع يوم الأحد المقبل.
أدعو كل من هو معني بالحراك بأي شكل من الأشكال للقيام بالمثل.
لبنان بحاجة إلينا. إذا خذلناه نخذل كل واحد منا كل رجل كل امرأة وكل طفل وكل مواطن لبناني.
الفشل ليس بخيار ولن يكون خياراً.



Translated by Rana Daou
Read the English version